مقالة عن قرية مسكنة في موقع esyria.sy
تقع قرية “مسكنة” جنوب مدينة “حمص”، تبعد عن مركز المدينة حوالي تسعة كيلو مترات، وتمثل هذه القرية مثالاً حياً للتآخي المسيحي- الإسلامي في سورية، ويبلغ عدد سكانها حوالي أربعة آلاف وثمانمئة نسمة.
للتعرف أكثر على قرية “مسكنة” eHoms زار القرية والتقى رئيس بلديتها السيد “طلال بركة وضحة” فتحدث بداية: «لقد تم اعتماد بلدية خاصة بـ”مسكنة” عام /1982/ وقد صدر المخطط التنظيمي للقرية عام /1992/ وتبلغ مساحته حوالي /130/ هكتاراً وقد توسع المخطط التنظيمي في الفترة الماضية ووصل حالياً إلى /335/ هكتاراً، ويحد القرية إدارياً من الشمال مدينة “حمص”، ومن الشرق قرية “الجديدة الشرقية” وقرية “الغزالة”، ومن الجنوب قرية “شنشار” و”قرية” “تل الشيح”، ومن الغرب ضاحية “الأسد” السكنية وقرية “كفر عايا”».
وعن الخدمات في “مسكنة” قال رئيس البلدية: «بالنسبة للنقل والمواصلات، فالقرية تحوي عدداً لا بأس به من سيارات الخدمة على خط “حمص”– “مسكنة” ويستمر السير حتى الساعة السادسة مساءً، كما أن طرق المواصلات في القرية جميعها معبدة ما عدا بعض الطرق الترابية المؤدية من الشوارع الرئيسية ضمن القرية إلى أبواب المنازل.
وبالنسبة لمياه الشرب فقد تم تمديد شبكة مياه شرب بطول خمسة عشر متراً من مدينة “حمص” وهي تغذي كل منازل القرية، أما الصرف الصحي فالشبكة موصولة بـ”حمص” وتسعين بالمئة من المشروع تم تنفيذه إلى الوقت الحاضر، ولدينا حالياً مشروع لاستكمال العمل بشبكة الصرف الصحي بقيمة مليوني ليرة سورية كما تم مؤخراً إنشاء شبكة إنارة عامة لشوارع القرية ومداخلها الرئيسية بتكلفة أربعمئة الف ليرة سورية».
وبالنسبة للتعليم والخدمات الصحية والزراعية في
ساحة القرية ويظهر فيها مبنى بلدية “مسكنة” |
القرية تحدث الأستاذ “بركة وضحة: «تحوي القرية على أربعة مدارس: ابتدائيتين وإعدادية وثانوية، وتمتاز القرية أنها محققة اكتفاء من المدرسين، سواء من أبناء القرية أو من المدرسين القادمين من المدينة.
كما يوجد في القرية وحدة إرشادية فيها عدد من الاختصاصين الزراعيين، يقومون بالإشراف على المشاريع الزراعية والحيوانية في القرية ويقدمون كل دعم لازم لتطوير ومضاعفة الإنتاج الزراعي .
كما يوجد فيها وحدة بيطرية تقوم بعمليات التلقيح المجاني وبعض المعالجات لحيوانات القرية، وهناك حملات لنشر التوعية في القرية.
وتحوي القرية على جمعية فلاحية تساعد الفلاحين وتقدم لهم السماد والحبوب وتمدهم بالأعلاف.
ويوجد في “مسكنة” مركز صحي يقدم خدماته المجانية للأهالي وله دور هام في الاهتمام بصحة أبناء القرية حيث يؤمه يوميا عدد كبير من الأهالي كما أنه يشرف على العجزة والمسنين في بيوتهم، كما يوجد في القرية ثلاث صيدليات».
وعن أهم الصعوبات التي تعاني منها القرية قال رئيس البلدية: «لدينا مشكلة الطرق الزراعية وصعوبة وصول أبناء القرية المزارعين إلى أراضيهم، ما عدا الطريق الزراعي الواصل بين “مسكنة” و”شنشار”، نأمل من مجلس المحافظة وضع هذه المشكلة بعين الاعتبار وتقديم المساعدة لتذليل هذه الصعوبات التي يعاني منها فلاحو القرية».
وللتعرف على الواقع الاجتماعي لقرية “مسكنة” والحياة المعيشية لسكانها، تحدث مختار القرية السيد “عبد اللطيف كمالي” لموقع “حمص” قائلاً: «قرية “مسكنة” تمثل خليطاُ
مختار القرية “عبد اللطيف كمالي” |
متجانساً من المسلمين والمسيحيين يعيشون جنباً إلى جنب بحب وإخاء، يتشاركون مع بعضهم في الأفراح والأتراح، كما أن العادات والتقاليد ضمن القرية قريبة من عادات أهل المدينة، بسبب قرب القرية من المدينة، ويوجد في القرية عدد كبير من المثقفين وأساتذة الجامعات كالدكتور “عبد السلام حيشية” المدرس في كلية البيتروكيميا “بجامعة البعث” والدكتور “أنطون الزهر” المدرس في كلية الزراعة. ومن أكبر عائلات القرية نذكر عائلات: “كمالي”، و”حيشية” و”العوض”، و”غانم” و”مقدسي” و”بركة و”وضحة”، ومن الشخصيات الكبيرة التي لها وزنها في القرية وخارجها نذكر الشيخ “عز الدين حيشية” والكاردينال “موسى داوود”».
وأضاف: «أما الأماكن الدينية في القرية فأشهرها وأقدمها جامع “أبو بكر الصديق” الذي جلبت حجارته من منطقة “الوعر” في “حمص” وشارك ببنائه مسيحيون ومسلمون من أبناء القرية، وأبرزهم المعماري “جرجس مقدسي”، وهناك أيضاً جامع “خديجة” أم المؤمنين. وتضم القرية كنائس: “السيدة العذراء” و”مار ميخائيل” وكنيسة “العائلة المقدسة”».
وعن عمل أهالي القرية والوضع المعيشي لهم قال “كمالي”: «يعمل عدد كبير من أهالي القرية بالزراعة، التي تعد العامل الأساسي لمعيشة السكان، ويقوم فيها الرجل إلى جانب المرأة، وقد يعمل ذلك الرجل بوظيفة أخرى كالتدريس أو موظف إداري، لكنه يشارك في العمل بالأرض.
وتبلغ الأراضي المزروعة ضمن القرية حوالي /27300/ دونم، ومن أهم المحاصيل الزراعية التي يتم زراعتها في القرية الزيتون واللوز في غالبية
مدخل قديم لأحد منازل القرية |
أراضي القرية، كما تتم زراعة الكرمة، وهناك بعض الفلاحين في القرية يقومون بزراعة الخضار الصيفية والخضار الشتوية، وخضراوات “مسكنة” مشهورة في أسواق مدينة “حمص” بنوعيتها الجيدة، أما وجبة الطعام الأشهر والأحب لأهالي “مسكنة” فهي “الكبة المشوية”».
وتابع مختار القرية قائلاً: «أما تربية الحيوان فتعتبر ثاني حرفة من حيث الأهمية بالنسبة للسكان بعد الزراعة، لأنها تساعد في زيادة دخل الأسرة، ولكن لا توجد أية أسرة تعتمد على تربية الحيوان بشكل كلي، حيث يوجد في القرية عدد كبير من الأغنام والأبقار الحلوبة والدجاج».