أهلنا في مسكنة

لبنان وطائفة السريان الكاثوليك وداعا الكاردينال داوود

شارك المقال

احتفل عند الثالثة من بعد ظهر اليوم بالصلاة لراحة نفس بطريرك السريان الكاثوليك الأسبق الرئيس السابق لمجمع الكنائس الشرقية في الفاتيكان المثلث الرحمات الكاردينال مار اغناطيوس موسى الأول داوود، في كاتدرائية سيدة البشارة- المتحف، ترأسها الكاردينال مار اغناطيوس الثالث يونان، أحاط به الكاردينال مار نصرالله صفير، البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام، بطريرك الأرمن الكاثوليك نرسيس بدروس التاسع عشر، المطران غطاس هزيم ممثلا بطريرك الروم الأرثوذكس اغناطيوس الرابع هزيم، المطران جورج صاليبا ممثلا بطريرك السريان الاورثوذكس زكا الثالث عواص، المطارنة: جرجس القس موسى، الياس طبي، انطوان بيلوني، متي متوكا، ابراهام قاكانت، ميخائيل الجميل، جورج كساب، انطوان شهدا، بطرس موشي، جهاد بطاح، جان تيروز، كيرلس بسترس، بولس دحدح، ميشال قصارجي، جان تيروز، دانيال كورييه، سمير مظلوم، بولس مطر، ميخائيل شمعون، الياس الحلبي، الأرشمندريت الكسي مفرج ممثلا المطران الياس عودة، القاصد الرسولي في سوريا ماريو زيناري، المونسنيور باولو بورغا، المونسنيور موريسيو مالفيستي، رئيس عام الرهبانية الأنطونية داوود رعيدي وحشد من الرهبان والراهبات.

وحضر وزير الدولة نقولا فتوش ممثلا كلا من رئيسي الجمهورية العماد ميشال سليمان والحكومة نجيب ميقاتي، النائب هاغوب بقرادونيان ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، الرئيس حسين الحسيني، النائب نبيل دو فريج ممثلا كلا من الرئيسين سعد الحريري وفؤاد السنيورة، النائب انطوان زهرا ممثلا رئيس “حزب القوات اللبنانية” سمير جعجع، النائبان ميشال فرعون ونديم الجميل، المهندس باسل نصرالله ممثلا رئيس مجلس الافتاء الاعلى في سوريا احمد بدر الدين حسون وعائلة الفقيد وحشد من الشخصيات السياسية والإجتماعية.

شارك في صلاة رتبة الدفن كل من صفير ولحام، وتلا الراعي الإنجيل المقدس، ثم تلا رئيس اساقفة دمشق للسريان الكاثوليك المطران الياس طبي كلمة البابا بنديتكوس السادس عشر التي تلاها بالفرنسية المونسينور بورغا، وأبرز ما جاء فيها: “ببالغ التأثر تلقينا نبأ وفاة البطريرك داوود، الرئيس السابق لمجمع الكنائس الشرقية، نود ان نعبر لغبطتكم عن تضامننا ومشاركتنا في الصلاة مع كنيستكم البطريركية واسرة الفقيد الكبير، وبما اننا نحتفل في هذه الأيام بقيامة ربنا يسوع المسيح من بين الأموات، نستذكر شعوب المنطقة التي تعيش ظروفا قاسية، ونسأل الرب ان يتقبل في راحته الدائمة وسعادته الأبوية نفس هذا الراعي الأمين الذي خدم شعب الله بكل كفاءة وامانة، اننا نمنحكم يا صاحب الغبطة من صميم القلب البركة الرسولية”.

والقى يونان عظة بدأها بالقول: “المثلث الرحمة يقول في مقدمة الكتاب الذي أصدره عام 2004 بمناسبة يوبيله الكهنوتي الذهبي، وعنوانه “يا سمعان بن يونا، أتحبني؟… فلاحظت بدهشة أن يسوع لا يسأل سمعان عما قال وفعل وأنجز، بل يسأله سؤالا واحد وهو: يا سمعان بن يونا، أتحبني؟”. ويتابع الكاردينال: “ليست الحياة في نظر يسوع سوى قصة حب، وليس الدعوة سوى مغامرة حب” (ص 12). حوار مؤثر للغاية دار بين المعلم والتلميذ رئيس الإثني عشر كما يسرده لنا الإنجيلي يوحنا، أثناء ظهور الفادي المنبعث من بين الأموات لسبع من تلاميذه على بحيرة طبريا، كان سمعان بن يونا صاحب المبادرات بين رفاقه، ذا شخصية محبوبة لعفويتها وصدقها وجرأتها، وما فتىء المعلم الإلهي يصقل شخصية هذا التلميذ بحب وصبر، كي يعده لتحمل مسؤولياته المستقبلية، ولكن الضعف البشري جعله ينكر معلمه ثلاث مرات ليلة الصلب، مناقضا ما كان يعلنه بحماس عن إستعداده للدفاع عنه ومرافقته حتى الموت، لذا أراد يسوع أن يختبر أمانة صديقه، فسأله ثلاث: “يا سمعان بن يونا، أتحبني؟ وكأنه أراد أن يتأكد من ندامة التلميذ على تلك الخيانة المذلة، وجاءت الدموع في عيني ذلك الرجل الأبي، برهانا ساطعا على ندامته العميقة وعلى أمانته للعهد، لذا استحق أن يستلم دفة القيادة من فم المعلم الذي أكد له مرارا أن: “إرع خرافي”. وانطلق يبشر بالخلاص، ويكرر بإنجيل السلام حتى الشهادة”.

أضاف: “قصة الحب هذه بين يسوع الفادي وسمعان بطرس، كان لها الأثر العميق في نفس راحلنا الكبير، منها استشف الأجوبة الشافية للأسئلة اللامتناهية التي كان يطرحها على ذاته طوال تجربته الحياتية، لقد رأى في شقيقته التي انتقلت في اليوم نفسه سبت النور، صورة لعلاقته الحميمة مع الرب، منذ أن لبى في سن الصبا نداء الخدمة الكهنوتية، وانطلق من بلدة مسكنه في محافظة حمص في سوريا، لقد عرفنا فيه: الإنسان، رجل الله الكاهن والحبر والبطريرك، الكردينال، رسول الشرق الى الكنيسة الجامعة. عرفناه كما الكثيرون بينكم، رجل تنبض فيه الإنسانية مبدأ وسلوكا، عرفنا فيه قبل كل شيء الإنسان الصادق مع الغير والصدوق مع نفسه، اختبرنا فيه الإنسان المنفتح على القريب والبعيد، الذي يبني جسور الألفة والمودة بين جميع من التقى بهم، وعرفناه رجل الله ورجل الكنيسة، يصغي ويتفهم ويشجع، ولأنه يثق بالإنسان، سخر علمه وضلوعه في القانون من أجل إحقاق العدل الممزوج بالرأفة، ولأنه كان مختبرا الضعف البشري وقابلية العطب في الإنسان، عرف كيف يجمع بين الرؤية الواضحة والحزم والحنان، فما رد قاصدا ولا أهان مقصرا ولا تردد في مد يد العون لمحتاج أو لمظلوم، وقد أعطانا مثالا بتجرده وزهده بحطام الدنيا، وقبل الحديث والكتابة عن جسور تبنى للحوار، كان راحلنا الكبير مقتنعا بأن الحوار الصادق بين الأفراد والرعاة الروحيين في كنائسنا، هو السبيل الأنجع لإحياء الثقة والمشاركة الفاعلة، كما أن الإنفتاح والمصارحة مع إحترام خصوصية المعتقدات والمذاهب، كفيلان بتمتين أواصر الثقة لعيش مشترك بناء بين المسيحيين والمسلمين، فكم نحتاج الى أمثاله في زمن المبادىء التي تكاد تتحول الى مجرد شعارات رنانة، ولأنه كان مقتنعا بأننا “أسرى محبة المسيح” (2 كور 14:5)، محبة تحثنا ولا تقبل الأعزار ولا التأجيل، ولأن الحصاد كثير ويحتاج الى فعله صالحين ونشطين، سار البطريرك موسى على خطى أسلافه العظام، في في لبنان وماردين وحلب والموصل، ومنهم الشهيد والمعروف، ومنهم العالم اللامع والمدبر الحكيم، آباء ورؤساء ورعاة زينوا في زمانهم كنيستهم السريانية العريقة، الشاهدة والشهيدة، لتضحي عروسا تليق بمخلصها المنبعث من القبر بعد آلام وموت، بل جوهرة صغيرة ترصع تاج الكنيسة الجامعة”.

وتابع يونان: “بالرغم من الفترة الوجيزة التي قضاها بطريركا، اذ لم تدم سوى سنتين ونيف، سعى غبطته بعزم وصدق لعيش شعاره: أب يحنو ويتفهم، ورأس يفكر ويدبر، وراع يسهر ويوجه، ومما يثير الاعجاب انه استطاع ان يحقق خلالها انجازات عديدة على المستوى التنظيمي والاداري والراعوي، في عهده شكل السينودس الاسقفي اللجان واقر شرع الكنيسة الخاص، كما نظم الدائرة البطريركية وشؤون الابرشية البطريركية في لبنان، وقام بالزيارات للرعايا والف اللجان المختصة في الحقلين الكنسي والمدني، واهتم بحياة الكهنة وخدمتهم الكهنوتية، وشملت زياراته العديد من الابرشيات حيث وجدت كنيستنا السريانية من بلاد ما بين النهرين الى المتوسط، كما تفقد شؤون كنائسنا في بلاد الانتشار، وكان له الفضل بتجديد الرهبنة الافرامية الرجالية، ليعيش الاخوة دعوة التكرس الرهباني على درب المشورات الانجيلية، وتساهم رهبنتهم من شقيقتها الرهبنة الافرامية النسائية، في احياء روحانيتنا الخاصة بشرقنا مع رسالة المحبة واعمال الرحمة.
كما تميز عهد بطريركنا الراحل بتفعيل الحوار المسكوني بين الكنيستين السريانيتين الشقيقتين الارثوذكسية والكاثوليكية، عبر تأسيس لجنة حبرية مشتركة فتحت آفاقا جديدة من التعاطي الاخوي والتعاون الراعوي والليتورجي، وبنوع خاص تقوية العلاقات الاخوية بين البطريرك الراحل واخيه قداسة البطريرك مار اعناطيوس زكا الاول عيواص. كذلك تجدد في عهده التواصل مع الكنيسة الشقيقة للسريان الملنكار الكاثوليك في كيرالا- الهند، فاتحا معها صفحة تاريخية من العلاقات الاخوية، وسيعمل فيما بعد وهو كردينال مسؤول في الكرسي الرسولي، على ترقيتها الى كنيسة خاصة، ذات رئاسة اسقفية عليا.
في ختام سنة يوبيل الالفين، ناداه الروح ليتوجه الى روما، وكما في حياة بطرس اول الرسل، كان عليه ان يختبر التمزق في داخله ليصل الى اتخاذ القرار، كان مقتنعا ان تعيينه من قبل البابا يمثل ارادة الهية، ولكن ماذا والآمال المعقودة عليه في كنيسته ووطنه…! والمشاريع التي بدأها وما زالت تنتظر…! ماذا واكثر من ماذا… وفي غمرة ذاك التمزق والتردد الطبيعيين، نتخيله يسمع صوت المعلم معانيا كما لسمعات المتردد من الذهاب الى روما: “كووفاديس”، الى اين انت ذاهب”؟

وقال: “دعوته للخدمة في الكنيسة الجامعة بالقرب من خليفة بطرس، عمقت تأمله في قصة الحب التي نشأت بين معلم يريد التزاما كليا بلا منطقية الحب، وبينه، اي التلميذ المتسربل الضعف، والذي يتعلثم وتدمع عيناه. ففي مرحلة من دروب الحياة تعتبر بين الاواجر، سلم الكردينال داود ذاته بأسرها للمخلص الذي امحتن حبه فدعاه كي يبتعد فيتخلى عن كل مكونات شخصيته المشرقية، وهو الذي تدفئه حرارة التواصل الاجتماعي، ويتهلل بلقاء الاهل والاصدقاء، مثل من عشق حياة القرية البسيطة، بأهلها وترابها وهوائها ومائها..!
نفحة من روحانية المشرق اطلت على مجمع الكنائس الشرقية في روما، في مطلع الالفية الثالثة، عندما استلم الكردينال داود مسؤولياته التي دامت قرابة سبع سنين، وبالرغم من قلة خبرته بأساليب الدوائر الفاتيكانية وخفاياها الدبلوماسية، كان حضوره المشرقي مميزا، اذ دافع عن حقوق الكنائس الشرقية، وعرف بغنى تراث الشرق الليتورجي، وروحانيته العميقة، وما زالت كنائس شرقية عديدة تلهج بشكره الى اليوم. “اذكروا مرشديكم الذين خاطبوكم بكلام الله، واعتبروا بحياتهم وموتهم واقتدوا بإيمانهم (عبر13:7). أجل، نحن واياكم نفخر، بل نعتز ان يكون البطريرك الكردينال داود من كبار مرشدينا في زمننا هذا، مرشدين متميزين بإيمانهم القويم وبالحكمة في اقوالهم وبالنزاهة في افعالهم، وهم المثال لنا حتى في رقادهم على رجاء القيامة”.

وختم يونان: “أتذكر معكم المشهد الاخير لظهور المخلص المنتصر على الموت لتلاميذه على بحيرة طبريا، اذ يتوجه الى سمعان بطرس، قائلا: “كنت وانت شاب تشد حزامك بيديك… فإذا صرت شيخا مددت يديك يشد غيرك لك حزامك ويأخذك الى حيث لا تريد”. راحلناالكبير، البطريرك الكاردينال داود، ابونا ومرشدنا، وان شل جسمه وانعقد لسانه في ايامه الاربعين الاخيرة على هذه الفانية، فقد كان عارفا الى اين ينطلق. كان لقاؤه بمخلصه يوم سبت النور، اذ انطفأ نور سراج دربه الارضي، ليضيء ويشع بالنور المنبعث من القبر الفارغ، لان الرب قام من بين الاموت. فيسوع الرب والمعلم والصديق، كان على موعد معه، فلاقاه معانقا، مطمئنا: “كنت دوما واثقا بأنك تحبني يا موسى بن داود أكثر من هؤلاء”. كان هذا اللقاء يوم سبت النور، اذ انطفأ نور سراج دربه الارضي، ليضىء ويشع بالنور المنبعث من قبر المخلص الفارغ، لأن الرب قام من بين الاموات. لراحلنا الكبير الرحمة ولنا جميعا العزاء، وليكن ذكره مؤبدا”.

ثم حمل الكهنة النعش وطافوا به في هيكل الكنيسة وفي وسط المذبح ويمينه وشماله، وأنشدت المراثي الوداعية وصلاة الختام.

ثم القيت كلمات تعزية، فكانت كلمة لأمين سر الفاتيكان ترشيشيو برتوني القاها زيناري، وجاء فيها: “فيما يغادرنا الكاردينال داوود، اسأل الرب ان يتقبل بجواره خادمه الأمين والوفي، وأتقدم من غبطتكم واسرة الفقيد والمتألمين من غيابه بأحر التعازي مع مشاركتي بالصلاة والتضرع لراحة نفسه”.

والقى صليبا كلمة عيواص، وجاء فيها: “برحيله فقدت الكنيسة علما من اعلامها وشخصية فريدة عملت بصدق وصمت وامانة من اجل خدمة الكنيسة، لقد عرفته معرفة شخصية وجمعتني به صداقة كبيرة عندما كنا نلتقي في المؤتمرات الكنسية، فكنا نشعر بأننا ممثلان لكنسية واحدة، انطلاقا من ايماننا بتراثنا السرياني الإنطاكي، وهو عمل جاهدا لتوطيد دعائم الوحدة المسيحية منذ تسلمه رئاسة مجمع الكنائس الشرقية”.
كما القى مالفستيتي رسالة رئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري، فوصفه ب”الشاهد للوحدة الكهنوتية”، واشاد بمساره واعماله وامانته للتراث الأنطاكي، “وتفانيه من اجل ان يتمكن المشرقيون من لعب دورهم في الكنسية كما نص عليه المجمع الفاتيكاني الثاني، وكانت تعزيته كبيرة برفع كنائس سريان ملكنارا وكنيسة الروم الكاثوليك في رومانيا الى رتبة الأسقفية”.
والقى قاكنات كلمة مطران السريان الملكنارا في الهند باسيليوس كليميس، فأشاد بمزايا الراحل وبفضله على هذه الكنيسة في الهند.

وكانت كلمة للمفتي العام ورئيس مجلس الافتاء الاعلى في سوريا الشيخ الدكتور احمد بدر الدين حسون القاها ممثله وقال فيها: “بكل التسليم والرضا لقضاء الله وقدره، تلقينا نبأ وفاة المثلث الرحمات مار اغناطيوس موسى الاول داود، البطريرك الانطاكي الاسبق والرئيس السابق لمجمع الكنائس الشرقية لدى حاكمية الفاتيكان.

ان الموت هو ثمرة الحياة الارضية وهو يوم الحصاد لما بذر في الدنيا والوقوف امام الرب سبحانه وتعالى، ولهذا نرى في رسالاتنا السماوية ان من مات فستستمر حياته من خلال إيمانه بالله وبرسالاته وبما غرس للانسانية من صالح اعماله.

اننا اذ نذكر الراحل من صفاء تلك اللقاءات والمراسلات التي ترسخت بيننا، من خلال كونه بطريركا للكنيسة السريانية او من خلال رئاسته لمجمع الكنائس الشرقية، ونحن اذ نذكره في هذه اللحظات كمواطن سوري، مثل وطنه ورعيته خير تمثيل لدى العالم الكاثوليكي، ننقل تعازي ابناء الوطن السوريين، وثنائهم على الراحل الذي نقل الصوت العربي بكل أعراقه وأطيافه الى العالم.

نرجو العلي القدير سبحانه، للراحل العزيز ان يحيا الآخرة، بمحبة الله، وخدمة الانسان الذي قضى حياته الاولى بها، وأرفع الدعاء الخالص الى الاله القدير، طالبا منه السلام والرحمة والغفران للفقيد الراحل، وان يسكب بلسم العزاء في قلوب الجميع، من عائلته وأقربائه وأصدقائه ومحبيه، وأتوجه اليكم غبطة البطريرك بخالص العزاء الشخصي لكم ولرعيتكم في كل انحاء العالم”.

وتقبل يونان التعازي من الشخصيات السياسية والروحية ونقل جثمان الراحل الى مدافن البطاركة في دير سيدة الشرفة حيث سيوارى في الثرى.