مار إغناطيوس زكا الأول عيواص يعزي بوفاة غبطة البطريرك مار إغناطيوس موسى الأول داؤد
برقية التعزية التي أرسلها قداسة سيدنا البطريرك المعظم موران مور إغناطيوس زكا الأول عيواص، بمناسبة وفاة المثلث الرحمات البطريرك الكاردينال مار إغناطيوس موسى الأول داود.
التاريخ: 12/4/2012
صاحب الغبطة أخينا مار إغناطيوس يوسف الثالث يونان
بطريرك السريان الكاثوليك الجزيل الاحترام
سلام بالرب يسوع وبعد:
بأسف شديد نعيتم إلينا نبأ انتقال غبطة المثلث الرحمات الكاردينال مار إغناطيوس موسى الأول داود، بطريرك السريان الكاثوليك الأسبق، والرئيس السابق لمجمع الكنائس الشرقية في الفاتيكان، الذي رقد بالرب صباح يوم السبت في 7 نيسان 2012 في روما. لقد تأسفنا كثيراً لهذا المصاب الإليم الذي حلَّ بالكنيسة عامة، وبالكنيسة السريانية الكاثوليكية خاصةً. فبرحيل غبطته فقدت الكنيسة علماً بارزاً من أعلامها، وشخصية مشرقية فريدة، عملت بكلِّ صدق وصمت وأمانة من أجل خدمة الله والكنيسة، وزرع الكلمة الإنجيلية في قلوب أبناء الرب.
لقد عرفنا الراحل الكبير معرفة شخصيّة جيدة، وجمعتنا صداقة كبيرة، منذ أن كنّا نلتقي في المؤتمرات والمحافل الكنسيّة والدولية ممثلين عن كنيستينا الأرثوذكسية والكاثوليكية، في الوقت الذي كنّا نشعر به بأننا ممثلين لكنيسة واحدة، وقد زادت هذه العلاقة قوةً ومتانةً بعد إعلاننا عن تشكيل اللجنة الحبرية السريانية المشتركة عام 1999، إنطلاقاً من إيماننا المتين بتراثنا السرياني الأنطاكي الخالد، وأن ما يجمعنا هو أكثر بكثير مما يفرقنا.
ولا يغيب عن بالنا أيضاً، كيف هرع غبطته شخصياً لاستقبالنا عام 2001 في مسقط رأسه قرية مسكنة العزيزة على قلبنا، يوم كانت لنا زيارة رسولية لأبناء هذه القرية، فكان لقاؤنا معاً تاريخياً، إذ كانت المرَّة الأولى التي يلتقي فيها البطريركان معاً في مسكنة.
ولا يمكن لأحد أن ينكر الجهود الجمّة التي بذلها غبطته في سبيل توطيد دعائم الوحدة المسيحية منذ اللحظة الأولى التي تسلّم فيها رئاسة مجمع الكنائس الشرقية.
أخي صاحب الغبطة، بالأصالة عن نفسنا وبالنيابة عن إخوتنا الأحبار الأجلاء أعضاء المجمع السرياني الأنطاكي الأرثوذكسي المقدس، وباسم كنيستنا السريانية الأرثوذكسية، إكليروساً ومؤمنين في جميع أنحاء العالم، نرفع الدعاء إلى أعتاب العزّة الإلهية، إلى ربنا يسوع المسيح رئيس الكنيسة وعظيم أحبارها، ليزفّ روحه الطاهرة إلى السماء بعرس ملائكي مهيب، ويتوّجه بإكليل الظفر عداد خدمته وأمانته وتجارته الرابحة. وليسكب الرب الإله على قلبكم الكبير وقلوب أصحاب السيادة آباء السينودس الموقرون، وجميع أقربائه في الوطن والمهجر تعزياته الإلهية، وليجعل هذه المصيبة الأليمة خاتمة لأحزاننا، وليكن ذكره مؤبداً.
هذا ما اقتضى والنعمة معنا.
إغناطيوس زكـا الأول عيــواص
بطـريـرك أنـطـاكـيـة وسـائـر المـشــرق
الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثـوذكـسية في العالم أجمع