أخبار الأهل والأحبة

المطران يوليان يعقوب مراد مع وفد الجمعية الفرنسية في زيارة دير مار اليان في القريتين

شارك المقال
في قلب البادية السورية، يقع دير مار اليان الذي يعود تاريخه إلى القرن الخامس ميلادي وفي مدينة القريتين رمز التعايش بين المسلمين والمسيحيين في سوريا، يصمد هذا الدير الأثري الذي يحتضن ذخائر القديس اليان في داخل تابوت حجري. يصمد في وجه ما قام به مسلحو ما يُعرف بتنظيم الدولة الإسلامية في آب العام 2015، الذين عمدوا إلى تدمير الكنيسة والدير مستخدمين المتفجرات والجرافات، ومحوّلين هذا التراث السرياني العريق إلى ركام. إلاّ أنّ لغة الموت والحقد والدمار وثقافة إلغاء الآخر لم تنتصر، بل غلبتها لغة المحبة وتقبل الآخر، غلبتها لغة القيامة رغم محنة الأسر والخطف والتعذيب والقتل التي خاضها أهالي القريتين مع كاهنهم الأب يعقوب مراد الذي أمضى 15 عاما في هذه المدينة محوّلا صحراءها إلى حياة. وهو اليوم يعود إليها راعيا وأسقفا باعثًا في كنف ديرها من جديد ثقافة الحياة، بهمّة ودعم وجهود الجمعية الفرنسية ” عمل الشرق” ” oeuvre d’orient”، التي تلتزم تجاه مسيحيي الشرق ليبقوا متجذرين في أرضهم.
وجال المطران يوليان يعقوب مراد رئيس أساقفة حمص وحماه والنبك وتوابعها للسريان الكاثوليك مع وفد الجمعية الفرنسية في أرجاء الدير، مضطلعين على أعمال الترميم، التي طالت قبر القديس والكنيسة التي أضرم فيها المسلحون النيران، وغرف الدير والباحة الخارجية.
تاريخ الديرالذي كان ينبض بالحياة الرهبانية منذ القرن الخامس حتى القرن الثامن عشر، كان حاضرا في كلمة المطران مراد أمام وفد ” عمل الشرق”، كذلك تحويل الدير الى واحة روحية وثقافية وسياحية وزراعية منذ العام 2000، وصولا إلى تشريع أبوابه أمام آلاف العائلات من المسيحيين والمسلمين الذين لجأوا إلى الدير هاربين من ويلات الحرب، مقدما لهم المساعدات الغذائية والرعاية الصحية والملجأ الآمن.
كما وزار المطران مراد والوفد المرافق كنيسة الرعية وسط القريتين، وكنيسة السريان الأرثوذكس التين تعرضتا للحرق والتدميرخلال الحرب.