أهلنا في مسكنة

جريدة العروبة تنشر تقرير حول مسكنة

قرية مسكنة

معاناة سكانها من منع البناء .. ومشكلة المواصلات

الثلاثاء 18/4/2006
رفعت مثلا

مسكنة قرية جميلة تقع في الجهة الجنوبية من مدينة حمص وتبعد عنها حوالي 7كم.. ولا أحد يعرف لماذا سميت بهذا الاسم.

ربما أتى اسمها من كلمة سكن.. وأصعب مشكلة يواجهها عدد من أهالي القرية وحتى المجلس البلدي تتعلق بالبناء على اعتبار انه توجد مساحة من الاراضي داخل المخطط التنظيمي وخارجه يمنع البناء عليها, مع ان بعض البيوت تتعرض من حين لآخر للسقوط, لان القوانين الناظمة للبناء تمنع اشادة المساكن الا بموجب ترخيص رسمي..هذه المشكلة وغيرها من الامور حول واقع هذه القرية تعرفنا عليها من خلال زيارة قمنها بها الى مسكنة واجرينا اللقاءات التالية:‏

بين السندان والمطرقة‏

في البداية كان لنا لقاء مع السيد طلال بركة رئيس المجلس البلدي حيث تحدث قائلا: يبلغ عدد سكان القرية 4700 نسمة وتأسست البلدية فهيا عام 1985 وهي من الدرجة الرابعة.. ولها مخطط تنظيمي صدر عام 1993 بمساحة 20 آلف هكتار.. وهذا المخطط بوضعه الحالي بحاجة ماسة الى توسيع من آجل تأمين احتياجات الاهالي من المساكن, خاصة في منطقة الحماية التي تقع حول المخطط التنظيمي, لان المواطن لايستطيع البناء في هذه المنطقة استنادا الى القوانين الناظمة لذلك, اضافة الى انه توجد مساحة من الاراضي داخل المخطط التنظيمي لا يسمح البناء عليها, لانها غير مفروزة , وكان على الاهالي منذ سنوات ان يقوموا بعملية فرزها وتحريرها, ومع ذلك فإن المجلس البلدي يعمل جاهدا من اجل انجاز عملية الفرز والتحرير وفي هذا المجال أوضح السيد طلال ان المجلس البلدي ارسل كتابا الى مديرية الخدمات الفنية بحمص برقم 189/ص تاريخ 18/5/2005 تضمن المطالبة بتوسيع المخطط التنظيمي لقرية مسكنة فأجابت مدريرية الخدمات الفنية على ذلك الكتاب رقمه 16561 /ص ح تاريخ 5/10/2005 جاء فيه:‏

لقد تبين ان قرية مسكنة قد وردت في خطة المسح المقترحة لعام 2007 والتي ستقوم مديرية الخدمات الفنية بحمص بتنفيذها وفق الكتاب الصادر عن مديريتنا الى وزارة الادارة المحلية والبيئة تاريخ 24/7/2005‏

وهنا نشير الى ان احد اهالي القرية جاء الى مبنى البلدية شاكيا باكيا لان بيته الذي يسكنه مع عائلته تعرض للسقوط نتيجة قدمه, ولولا أخوه الذي آواه في أحد غرف مسكنه لبقي وعائلته في الشارع ولما سأل رئيس البدية ماذا أفعل طالما انه ممنوع البناء في هذا المكان أجابه: عليك بمراجعة المحافظة لانه ليس لدي أي حل‏

تعقيب المحرر: هذه المشكلة (مشكلة البناء دون ترخيص رسمي) ليست موجودة في قرية مسكنة فقط بل في أغلب التجمعات السكانية في الريف وحتى في المدينة (الاحياء المخالفة) طالما توجد مساحة من الاراضي لم تدخل بعد في المخطط التنظيمي او لم يتم فرزها وتحريرها, وهذا يعني ان المواطن الذي بحاجة ضرورية لبناء مسكن اصبح بين السندان والمطرقة .. سطوة القوانين والانظمة التي تمنع البناء على الاراضي غير النظامية وعدم قدرة رؤساء الوحدات الادارية على مختلف درجاتها على تجاوز نصوص القوانين نظرا لشدة الغرامات المفروضة على المخالفات‏

نعود للحوار الذي أجريناه مع رئيس البلدية في مسكنة حيث تابع حديثه عن موضوع مياه الشرب فقال: ان طول شبكة المياه في القرية تبلغ 20 كم وهي تغطي حوالي 90 % من شوارع القرية والمياه تستجر من خط مياه عين التنور الواصل الى حمص والكمية المستجرة تكفي حاجة السكان.. أما شبكة الصرف الصحي فيبلغ طولها 25كم وتغطي بذلك حوالي 95% من المخطط التنظيمي وهذه الشبكة موصولة مع شبكة الصرف الصحي في مدينة حمص على اعتبار ان مخصصات الصيانة لجميع اعمال البلدية لا تزيد عن 75ألف ل.س‏

وفي مجال الكهرباء جميع مساكن القرية منارة بالكهرباء بواسطة الشبكة منذ عام 1973 ولكن الاسلاك اصبحت مهترئة, ولم تعد تفي بالحاجة, لذلك فان شركة كهرباء حمص وبتوجيه من السيد محافظ حمص تعد الان دراسة لاعادة تأهيل الشبكة واستبدال خطوط التوتر المنخفض, والشوارع كذلك منارة بواسطة اجهزة صوديوم واجهزة انارة زئبقية اما الطرق والشوارع في القرية فان معظمها معبد ويبلغ اطوالها حوالي 25كم.‏

وفي مجال النقل توجد سبعة سرافيس تعمل بين القرية ومدينة حمص لكن في فترة بعد الظهر والمساء يعاني اهل القرية من صعوبة التنقل, وقد طالب المجلس البلدي شركة النقل الداخلي بتسيير باصات الى القرية من اجل تسهيل وصول الطلاب الذين يدرسون في المدينة الا ان ادارة الشركة اعتذرت عن ذلك بحجة عدم توفر الامكانية.. كما يوجد في القرية عدد من خطوط الهاتف وهي مربوطة مع مقسم وادي الذهب.‏

وختم السيد طلال حديثه بالاشارة الى ان أعمال جمع وترحيل القمامة تتم بواسطة جرار ومقطورة بواقع ثلاث مرات في الاسبوع.. وترمى القمامة في الجهة الشرقية من القرية على مسافة 4كم ضمن وادي, ولكن هذا المكب غير نظامي, والقرية بحاجة الى سيارة لنقل القمامة لان الجرار اصبح قديما ,ولم يعد يفي بالحاجة‏

وفي مجال آخر يوجد 4 مداخل للقرية ثلاثة منها بوضع جيد ويسعى المجلس البلدي لتحسين وضع المدخل الشمالي للقرية بعد ان يتم تحديد حدود مدينة حمص على طريق مسكنة‏

وماذا بعد?‏

أما الرفيق درويش كمالي امين الفرقة الحزبية في مسكنة فقد تحدث عن الجوانب الاخرى في القرية ففي المجال الزراعي فان 70% من اهالي القرية يعتمدون على الزراعة بشقيها النباتي والحيواني حيث يزرعون الخضار الى جانب الاشجار المثمرة (لوزيات0 كرمة- زيتون) والنوع الاخير اصبح يشغل مساحات كبيرة.. وكلها يتم ارواؤها بالطرق الحديثة 0(التنقيط) كما يقوم عدد من الاهالي بتربية الاغنام حوالي 2000 رأس والابقار 400 رأس وكذلك الدواجن ولكن على مستوى ضيق‏

وطالما نتحدث عن القطاع الزراعي فلابد من التذكير بوجود مشكلة قائمة ناجمة عن تداخل اراضي بعض الفلاحين مع المساحات التي استملكتها بعض الجهات العامة,و وتقع هذه الاراضي على مسار طريق مسكنة – تل الشيح- فيضطر الاهالي عندما يرغبون بالذهاب الى اراضيهم للسير مسافة طويلة, بينما لو يسمح لهم بالسير على الطريق المار بالقرب من الاراضي المشغولة لكانت المسافة اقل‏

وتوجد في القرية جمعية فلاحية متعددة الاغراض تضم حوالي 170 عضوا, وتقوم بمهامها المطلوبة‏

اما على صعيد التعليم فيوجد مدرستان ابتدائيتان للحلقة الأخرى وعدد تلاميذهما 1100 تلميذ وتلميذة ومدرسة اخرى للحلقة الثانية وعدد طلابها 230 طالبا وطالبة وتوجد ثانوية قيد الانشاء لذلك ابناء الاهالي يتابعون دراستهم للمرحلة الثانوية في مدينة حمص وكذلك توجد روضة اطفال خاصة‏

وفي المجال الصحي يوجد في القرية مركز صحي يضم عيادة يقدم خدمات صحية جيدة للاهالي بالاضافة لما ذكرناه توجد في القرية وحدة ارشادية زراعية ووحدة للاتحاد النسائي ووحدة شبيبية‏

وتجدر الاشارة الى ان قرية مسكنة تمتاز بالتعايش الاخوي القائم على العلاقات الاجتماعية الجيدة بين مختلف الطوائف والمشاركة الصادقة في مناسبات الافراح والاتراح‏

واضاف الرفيق درويش: ان عددا من اهالي القرية يعانون من عدم السماح لهم بالبناء في الاراضي المشاع وغير المنظمة بسبب القانون رقم (1) لعام 2003 والقوانين الاخرى تمنع البناء في الاراضي غير المحررة مع العلم ان بعض المنازل آيلة للسقوط وسكانها بحاجة ماسة لمنازل جديدة‏

ويسعى المجلس البلدي جاهدا لفرز هذه الاراضي بالتعاون مع مديرية المصالح العقارية بحمص‏

كذلك توجد مشكلة بحاجة الى حل, وتتعلق بوسائط النقل لان المواطن يجد صعوبة بعد الساعة الخامسة في الذهاب الى المدينة والعودة منها وللعلم فان المجلس البلدي كان قد ارسل كتابا الى مكتب الشكاوى بالمحافظة من اجل تأمين باص نقل داخلي برقم 11381 تاريخ 7/12/2005 وحتى الان لم يأت الرد‏

مع الاهالي‏

وخلال جولة صغيرة قمنا بها في شوارع القرية التقينا مع عدد من الاهالي:‏

الدكتو ر جورج غانم- قال: يعاني عدد من الاهالي من التأخر في تركيب خطوط الهاتف وهناك معاناة من عدم بقاء السرافيس في الخدمة الى فترة بعد الظهر والمطلب الملح هو الاسراع بفرز الاراضي المشاع وشق الطرق الزراعية لان الاراضي التي يستخدمها الاهالي في الزراعة تمتد على مساحات شاسعة‏

نايف كمالي- مزارع قال: حبذا لو يتم تمديد خط الباصات التي تعمل على خط باب الدريب الاوراس, الى مسكنة لتأمين خدمة النقل اللاهالي خاصة في الفترة المسائية على اعتبار ان آخر مكان تصل اليه الباصات يبعد عن مسكنة اقل من 1كم ونطالب بتبديل خطوط شبكة الكهرباء لانها تتعرض للاعطال باستمرار وكذلك استكمال الطريق الزراعي الواصل بين مسكنة وشنشار وتعبيد المسافة المتبقية من الطريق وبطول 2كم‏

يحيى حيشية متقاعد- قال: خطوط الهاتف الممدة حاليا تتعرض للاعطال والانقطاعات بسبب تباعد علب الوصل وكبر المسافات بين خطوط الهاتف الواصلة الى المشتركين‏

د. حنا سعيد0 رئيس المركز الصحي في مسكنة قال: من المطلوب اولا وضع لوحة دلالة كبيرة في ساحة القرية يكتب عليها اماكن تواجد المرافق الخدمية بلدية- مركز صحي- وحدة ارشادية ¯ جميعة فلاحية- مدارس.. وأشار الى انه تم قبل نهاية العام الماضي وضع اسلاك شائكة كسور للمركز الصحي وهذه الاسلاك مؤذية للناس وخاصة الاطفال اضافة الى انها تشكل مظهرا غير حضاري ولقد طالبت باستبدالها عدة مرات .. دون ان يهتم احد ومن المطلوب استبدال هذا السور بسور امين وحضاري وليس الغائه.. وذكر ان المركز يقدم الخدمات المطلوبة بشكل جيد ويطبق نظام الاحالة بنسبة تصل الى 80% وهذا ناتج عن تعاون الاهالي وتجاوبهم‏