طب و صحة

تعرّف إلى أفضل اللقاحات والعلاجات لفيروس كورونا

وسط استمرار تفشي فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19” في معظم دول العالم، وبعيد إعلان العديد من شركات الأدوية العالمية والمختبرات الطبية التوصل للقاحات مضادة للجائحة، وبدء حملات التطعيم في بعض الدول التي حصلت على اللقاح، تسارع دول العالم لتوقيع اتفاقات مع هذه الشركات والمختبرات لتأمين الجرعات اللازمة لتطعيم سكانها.

فيما أعلنت المسؤولة العلمية في منظمة الصحة العالمية سمية سواميناثان من جنيف أنه “لن نبلغ المناعة الجماعية في 2021″، مشددة على مواصلة تطبيق إجراءات الوقاية من فيروس كورونا رغم أخذ اللقاح.

عدد من اللقاحات حصل على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية FDA، ولكن ما هو أفضلها والفعّال منها، وإلى أي مدى ستحمينا؟

عدد كبير من الدول اختار لقاح “فايز-بيونتيك” الأميركي الألماني المشترك باعتباره أول لقاح يحصل على الترخيص الطارئ، وبعده لقاح “موديرنا” الأميركي، فيما اختارت دول أخرى لقاح “سينوفارم” الصيني و”سبوتنيكV” الروسي. ولاحقاً أعلنت وكالة الأدوية الأوروبية أنها تلقت طلباً للسماح بتوزيع لقاح مطور من مختبرات “أسترازينيكا-أكسفورد”، البريطاني الأميركي.
ما هو الأفضل بين اللقاحات الحالية؟

رئيس لجنة الطوارىء الصحية في لبنان الدكتور عبد الرحمن البزري تحدث لـ الميادين نت عن وجود 3 أنواع من التقنيات العلمية المطبقة في اللقاحات يتم استخدامها حالياً؛ التقنية الأولى تعتمد mRNA Vaccines هو لقاح حديث نسبياً، وهناك لقاح يسمى الفيروس المخفف Attenuated virus ولقاح sub unit vaccine وهو جزء من الفيروس، يوضع على ما يسمى بـ”المحفز المناعي”.

أفضل وأحدث لقاحات mRNA Vaccines هو “فايزر- بايونتيك” و”موديرنا” من الناحية التقنية، وفق الدكتور البزري، وهي تقنية لم يتم استخدامهما سابقاً إلا في لقاحات الأورام السرطانية، لكنها أعطيت فعالية وأمان عالية جداً، إلا أن مشكلة هذين اللقاحين ترتبط بتعقيدات استخدامهما، وهي عملية تتطلب الكثير من الاحتراف والتقنية والكهرباء والبرودة العالية، وقطاع صحي متكامل ومدرب.

وأكد البزري أنه يجب الإطمئنان إلى أن هذه اللقاحات ليس لديها القدرة على الدخول إلى جينات الإنسان والتلاعب بها كما يشيع البعض.

اللقاح المعتمد على الفيروس المخفف sub unit vaccine والنموذج منه هو لقاح “أسترازينيكا”، و”سبوتنيك V” ويتميزان بسهولة استخدامهما وجودتهما العالية، وتقنياتهما استخدمت في لقاحات سابقة، وتؤمن حماية جيدة.

اللقاحات التقليدية وتمثلها لقاحات مثل “سينوفارم” الصيني، والذي يتميز بالأمان والفعالية، ولكننا لا نعلم مدى استمرار الأجسام المضادة فيه على المدى الطويل، يوضح الدكتور بزري، وكنا نحتاج لأخذ 3 و4 جرعات منه، وحالياً يعطى على جرعتين، يعطي نتائج مشجعة.

ولكن هل اللقاحات التي حصلت على موافقة الـFDA سيكون لها انعكاسات سلبية على صحة الانسان على المدى البعيد، وهل هناك من ردود فعل سلبية؟

“غير صحيح إطلاقاً”، يجزم الدكتور بزري، قائلاً، إنه وحتى الأشخاص الذين يعانون من الحساسية يمكنهم تلقي لقاح ضد كورونا، إلا من لديه حساسية على مكونات الفيروس نفسها، مثلاً من لديه حساسية على المادة الملونة التي تعطى قبل إجراء تصوير إشعاعي هو فقط لا يستطيع أخذ اللقاح، وخاصة “فايزر” و “مودرنا”، أما باقي اللقاحات فلا مشكلة فيها.

وأشار إلى أن كل الموافقات التي تعطى للشركات المصنّعة للقاحات حالياً أعطيت للاستخدام الطارىء لأنه يوجد وباء، وفي هذه الحالة يتم تجاوز الكثير من الخطوط، إلا أن هذا لا يعني أنها لم تدرس ملفات فاعليتها وسلامتها والإطمئنان منها، كل ما في الأمر أن الوقت الذي كان يأخذه عادة التقييم تمّ اختصاره.

وكشف الدكتور البزري أن الموافقة على اللقاحات لم تأت من العدم، بل كانت نتيجة خبرات أخذها العالم من الأوبئة التي عاصرها، وحضر نفسه لأوبئة جديدة، حيث أن السرعة في انتاج اللقاح هو بسبب توفر المال والتقنيات، والمشكلة الوحيدة التي واجهناها في بادىء الأمر كان علينا أن نعلم ما هو نوع فيروس كورونا، حيث كان لدينا منه نوعان وتسببا بمشاكل صحية ثم اختفيا بعد تحضير اللقاح لهما، وهما السارس بالصين وكورونا في السعودية العام 2012. وهذا الأمر سهّل علينا أن نعلم أي بروتين سوف نتوجه له، وكيفية تصنيع اللقاح، وبهذا اختزلنا 3 إلى 4 سنوات في التصنيع.
أنواع الأدوية العلاجية المتوفرة لمرضى كورونا

إضافة إلى اللقاحات، هناك العديد من الأدوية التي يتم وصفها لمصابي كورونا، وأعطت نتيجة فعالة في مكافحة الفيروس، وهنا أوضح الدكتور البزري أن العلماء يختبرون حالياً العديد من الأدوية، إلا أنه لا يوجد شيء فعال مئة بالمئة أي دواء سحري ضد كورونا.

“وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية على دواء ريمديسيفير المضاد للفيروسات، وديكساميثازون، الكورتيكوستيرويد، وهو عقار رخيص”، يشرح الدكتور البزري، وأنه يتم إعطاؤه للأشخاص الذين يتلقون الرعاية الصحية في المستشفيات، لمحاولة إنقاذهم من الموت أو لجعل عملية تعافيهم أسرع.

وعقار “ريمديسيفير”، يفيد أيضاً إذا تمّ تناوله بالتوقيت المناسب، كما أنه يعمل على تقصير فترة البقاء في المستشفى من 3 إلى 4 أيام.

أما عقار favipiravir الياباني وهو من فئة “ريمديسيفير” ويعطى عن طريق الفم، استخدمه اليابانيون لأنهم كانوا خائفين من انفلونزا H5N1 وحضرته اليابان وبعض دول آسيا والصين، ولما لم يظهر المرض، تمت تجربته على فيروس كورونا وأعطى نتيجة جيدة، وأكد الدكتور البزري أنه بستخدمه حالياً ويعطيه لمرضاه.

عقار Ivermectin، كان يتم تجربته عند ظهور أي فيروس، إلا أن مشكلته أنه يعطي نتيجة فعّالة في المختبر، ولكن عند التطبيق على الواقع وعلى المرضى لا يعمل جيداً. ومع ذلك، وبما أنه لا يوجد دراسة جدية عنه، ولا يوجد له ردة فعل تسممية سلبية على المريض، إضافة إلى أن سعره رخيص وأعطى نتائج فعّالة على بعض الأشخاص، لذلك تم استخدامه كعلاج، وأكد الدكتور البزري أنه وصفه لحوالى 300 مريض وأعطى نتائج مقبولة على البعض.

يجب أن يؤخذ عند التأكد من الإصابة بكورونا وليس للوقاية، لأن المعلومات حوله متأرجحة وغير معروفة جيداً.

هناك عقار جديد سيعلن عنه قريباً وهو colchicine وكل حبة منه تعادل 1 ملغ، يتم إعطاؤه لمرضى حمى البحر المتوسط. أما مريض كورونا فيعطى نصف حبة لعدد من الأيام ثم ربع حبة.