تضامن عربي ودولي كبير على إثر الفاجعة.. 450 قتيلاً ومصاباً حصيلة أولية لـ«حريق نينوى» في العراق
لقي ما لا يقل عن 114 شخصاً حتفهم، أمس، وأصيب مئات آخرون، في حصيلة أولية جرّاء فاجعة سببها اندلاع حريق ضخم داخل قاعة مكتظة للأعراس في محافظة نينوى شمالي العراق، وذكر بيان لجمعية الهلال الأحمر العراقية، أن حصيلة الضحايا تجاوزت 450 قتيلاً ومصاباً، والأعداد مرشحة للارتفاع نظراً لضخامة الحريق.
ولاقت فاجعة «حريق نينوى» تضامناً كبيراً، عربياً ودولياً، مع العراق، حكومة وشعباً في الضحايا، حيث سارعت الدول العربية إلى تعزية العراق في الفاجعة، وتهافتت العديد من دول العالم إلى مواساة بغداد في الضحايا وإعلان تضامنها معها، فيما أعربت بعثة الأمم المتحدة لدى العراق، عن صدمتها جراء الخسائر الفادحة بالأرواح إثر الحادث الأليم.
ودعا الرئيس العراقي، عبداللطيف جمال رشيد، إلى فتح تحقيق في «حريق نينوى». وقال في بيان على «فيسبوك»، إن ما حصل فاجعة مؤلمة لأبنائنا، إثر الحريق الذي طال تجمعاً لحفل زفاف. «حادث اعتصر قلوبنا، وقلوب كل العراقيين حزناً». وأضاف: «نؤكد ضرورة فتح تحقيق، ومعرفة ملابسات الحادث، واتخاذ كافة إجراءات السلامة لمنع تكراره».
فيما دعا رئيس الحكومة العراقية، محمد شيّاع السوداني، عبر اتصال هاتفي، محافظ نينوى، نجم الجبوري، إلى الوقوف على تداعيات الحريق. بينما قال الجبوري في بيان، إنه لا توجد إحصائية نهائية لعدد الوفيات والمصابين حتى الآن. ووصف الحادث بـ«الفاجعة»، ودعا جميع المحافظات إلى المشاركة في عمليات الإسعاف وتقديم المساعدات الطبية.
كما وجه السوداني، وزيري الداخلية، والصحة، باستنفار كل الجهود لإغاثة المتضررين. وصرح وزير صحة إقليم كردستان، سامان برزنجي، أن حكومة الإقليم أرسلت عدداً كبيراً من سيارات الإسعاف من أربيل إلى قضاء الحمدانية للمساعدة في نقل المصابين مع توجيه مستشفيات أربيل لمعالجتهم.
وذكر شهود أن القاعة كانت مكتظة بالمدعوين لحضور حفل زفاف.
فيما أعلنت وزارة الداخلية العراقية، أن فرق الدفاع المدني استنفرت أقصى إمكاناتها من فرق الإطفاء، والإنقاذ التخصصية، وسارعت بإخراج وإنقاذ العائلات من داخل قاعة الأعراس.
وأشارت إلى أن الحريق أدى إلى انهيار أجزاء من القاعة نتيجة استخدام مواد بناء سريعة الاشتعال. وتشير المعلومات الأولية إلى أن استخدام الألعاب النارية خلال حفل الزفاف أدى إلى إشعال النيران داخل القاعة بادئ الأمر، ثم انتشر الحريق بسرعة كبيرة.
فاقم الأمر الانبعاثات الغازية السامة المصاحبة لاحتراق ألواح «الإليكوبوند» البلاستيكية السريعة الاشتعال، ما تسبب في وقوع ضحايا وإصابات بين العائلات. وتم فتح تحقيق واستدعاء خبير الأدلة الجنائية، للتأكد من أسباب اندلاع الحريق وفق الإجراءات القانونية المتبعة.
وكشفت مديرية الدفاع المدني في بيان نقلته وكالة أنباء العراق (واع)، أن «قاعة الأعراس مغلفة بألواح «الإليكوبوند» سريع الاشتعال، المخالفة لتعليمات السلامة، والمحالة إلى القضاء حسب قانون الدفاع المدني 44 لسنة 2013، لافتقارها إلى متطلبات السلامة من منظومات الإنذار والإطفاء الرطبة».
وأضافت أن «الحريق أدى إلى انهيار أجزاء من القاعة نتيجة استخدام مواد بناء سريعة الاشتعال» واطئة (منخفضة) الكلفة تتداعى خلال دقائق عند اندلاع النيران».
ونقلت وكالة «السومرية نيوز» عن مصدر أمني، أن من بين الوفيات نساء وأطفالاً. وأضاف المصدر، الذي لم تسمه الوكالة، إنه «تم استخراج جثماني العروسين من داخل القاعة»، إلا أن المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية نفى ذلك، مؤكداً أن العروسين بخير.
إلى ذلك، أعلنت خلية الإعلام الأمني في العراق، تشكيل لجنة تحقيق من وزارة الداخلية بإشراف وزير الداخلية للوقوف على ملابسات فاجعة «حريق نينوى». وأفادت بأن التقديرات الأولية تستبعد وجود شبهة جنائية وراء الحادث.
في الأثناء، أعلنت الحكومة العراقية، الحداد العام لمدة ثلاثة أيام على فاجعة «حريق نينوى». وذكرت بيان، رئيس الحكومة العراقية وجه بإعلان الحداد العام في جميع أنحاء العراق، عزاءً في الضحايا.