أهلنا في مسكنة

صلاة مشتركة من أجل وحدة المسيحيين في حمص

بهذه الروح اجتمعت الكنائس في حمص على تنوّع مواهبها متحدّة بالصلاة لمناسبة أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين وذلك في كنيسة مار شربل المارونية ، في الأرمن.
الصلاة المشتركة جمعت رؤساء الطوائف في حمص والمسؤولين عن الجماعات الكنسية والرهبانية إضافة إلى المؤمنين، وأبرزهم المطران يوحنا عبدو عربش مطران حمص وحماه ويبرود وتوابعها للروم الملكيين الكاثوليك، المطران مار تيموثاوس متى الخوري، مطران حمص وحماة وطرطوس وتوابعها للسريان الأرثوذكس، المطران مار يوليان يعقوب مراد رئيس أساقفة حمص وحماه والنبك وتوابعها للسريان الكاثوليك، المتروبوليت غريغوريوس خوري متروبوليت حمص وتوابعها للروم الأرثوذكس، الأب منهل بولس راعي النيابة الاسقفية المارونية في حمص، الأب غسان السهوي نائب مطران اللاتين في حمص ورئيس دير الآباء اليسوعيين، القس أدون نعمان راعي الكنيسة الإنجيلية المشيخية في حمص، السيد فاسكين خجادوريان المسؤول عن ادارة شؤون الطائفة الأرمنية الأرثوذكسية في حمص.
المطران متى الخوري ألقى كلمة قال فيها: “في قانون الإيمان نصلي: نؤمن بكنيسة واحدة جامعة رسولية، هذه السمات الأربع للكنيسة وضعها الآباء الذين اجتمعوا في القسطنطنية، ومنذ العام 381 تصف الكنيسة نفسها بكنيسة واحدة ولكننا نتألم كون الكنيسة متباعدة ومجروحة، رغم الخطوات المتخذة من أجل وحدة الكنيسة التي لا تتمّ إلاّ بإدراكنا لجسد المسيح السّري كوننا أعضاء فيه.”
وأضاف: “مع بداية عام 2024 صدرت إحصائية تفيد بوجود مئتي ألف كنيسة وطائفة منتشرة حول العالم، هذا الأمر يحزّ في قلوب المسيحيين جميعاً، ولكننا نؤمن بأنّ الكنيسة واحدة طالما أنّها تصلي وتسعى للوحدة خاصة الكنيسة المشرقية. كنيسة الشرق تدرك صعوبة الانقسام: فهي كنيسة الاضطهادات والعذابات، هي كنيسة تشعر بألم ربنا وألم أبناء الكنيسة. كلّنا رجاء وإيمان بأنه يوماً ما سيكون هناك تدخل إلهي بمساعي بشرية من أجل التقرّب والوحدة بالرغم من الخطيئة التي وقعت فيها الكنيسة بشخص قياداتها الروحية لأسباب تاريخية مختلفة.”
وأشار إلى أنّ الصلاة المشتركة من أجل الوحدة بدأت سنة 1908، “سنوات مرّت ولم تتحقق الوحدة، ولكننا سنستمرّ بالصلاة، فاجتماعاتنا ولقاءاتنا تساهم بتحقيق الوحدة واستمرارها”. ولفت إلى أنّ ” موضوع الوحدة ليس مرتبط فقط بوحدة العيد، رغم ألمنا لهذا الانقسام، كاشفاً عن جهود حثيثة من القيادات الروحية في الشرق من أجل الوحدة.
وإذ أكّد أنّ تحقيق الوحدة لا يكتمل إلا بالمحبة، محبة الله ومحبة القريب، دعا إلى التأمل بمثل السامري الصالح والمواقف الثلاث في هذا المقطع البيبلي والتي نواجهها في مواقف حياتنا: موقف اللصوص: الذين أخذوا كل شيء، موقف اللاوي: الذي لا يتدخل، الذي لا علاقة له، وموقف السامري: الذي أعطى ووهب كل شيء. ونحن بدورنا علينا أن نعطي كل شيء في مواقف حياتنا اليومية على مثال السامري الصالح.
المطران عربش في حديث لموقعنا رأى أنّ “الوحدة هي حجّ، وهي رجاء. نحن كمسيحيين يوّحدنا الصليب رمز الكنائس كلّها. نتوّحد بجسد المسيح السريّ أمس واليوم وإلى الأبد”.
المطران مراد قال:” نصلي من أجل وحدة المسيحيين إيماناً منّا بأنّ الصلاة هي القوة الوحيدة التي يمكن أن نطيع لها ونسير في درب الوحدة المنشودة، ونحن في حمص نعيش الإلفة ونختبر التعزية بالوحدة بالرغم من الانقسامات وما يتبعها من ألم”.
الاب منهل رفع الصلاة “من أجل وحدة المسيحيين، ولكي يعطينا الله القوة حتى نتخذ خطوات تجاه بعضنا البعض لنوّحد قلوبنا بمحبته لتفيض على جميع أبناء الكنيسة في كل العالم وبخاصة في سوريا لنكون شهادة إيمان ومحبة، بيدنا المتماسكة، كما أوصانا المسيح بأن نكون واحداً.”
القسيس نعمان اعتبر أنّ “هذا اللقاء هو فرصة حتى نتقرّب من بعضنا البعض، ونحبّ الرب من كل قلبنا ونحب القريب من كل نفسنا وقوّتنا. فالأشياء التي تجمعنا أكثر من الأشياء التي تفرّقنا.”