أخبار الأهل والأحبةكنيسة

اسطفان الدويهي طوباوياً من إهدن في لبنان

شارك المقال

منذ أكثر من 300 عام، ينتظر أبناء بلدة إهدن في شمال لبنان هذا اليوم، ويحلمون به من جيل إلى جيل، وهو يوم تطويب البطريرك الماروني اسطفان الدويهي الذي عاش في نهاية القرن السابع عشر.

والطوباوية هي ثالث درجة من درجات التكريم في الكنيسة الكاثوليكية للأشخاص الذين عاشوا حياة صالحة وصنعوا مآثر في التقوى والإيمان.

ويُرفع طلب التقديس أمام مجمع دعاوى القديسين في الفاتيكان، بعد خمس سنوات من الوفاة. ولإعلان الشخص طوباويّاً، تحتاج الكنيسة لإثبات حدوث معجزة بشفاعته، ولإعلانه قديساً، تحتاج لإثبات معجزتين.

فبعد موافقة الفاتيكان، تنطلق مراسم التطويب الرسمية مساء الجمعة في بكركي، مقر البطريكية المارونية (جبل لبنان)، وذلك في الذكرى الـ394 على ميلاد الدويهي في 2 أغسطس/آب 1630.

وتتواصل الاحتفالات في اليوم التالي، في مسقط رأسه إهدن، من خلال قداس شكر يتوقّع أن يشارك فيه الآلاف.

من هو اسطفان الدويهي؟

يعدّ البطريرك اسطفان الدويهي ثالث أبرز شخصية في تاريخ الكنيسة المارونية بعد مؤسسها مار مارون الذي عاش في شمال سوريا في منتصف القرن الرابع، والبطريرك الأول يوحنا مارون الذي ولد في السرمانية (شمال سوريا) عام 628، وتوفي في جبل لبنان عام 707.

ويُلقب الدويهي بأنه “أبو التاريخ الماروني”، إذ أنه لم يكن قائداً دينياً وحسب، بل يعدّ من أبرز علماء ومؤرخي عصره، وألّف كتباً محورية تعدّ مراجع في توثيق تاريخ الموارنة، إلى جانب كتابته جزءاً كبيراً من الصلوات والقداديس، وتأسيسه عدداً من الكنائس والمدارس.

أثناء فترة توليه للبطريركية من عام 1670 إلى عام 1704، عمل على ضمان أصالة الطقوس المارونية المشرقية الفريدة، بعيداً عن العناصر اللاتينية المستقدمة من التقاليد الغربية.

كان لبنان في ذلك الحين تحت الحكم العثماني، وشهدت العلاقة بين البطريرك والعثمانيين اضطرابات، لرفضه سياسة الضرائب التي رآها جائرة، لكونها كانت تؤثر سلباً على الفلاحين الفقراء بشكل خاص.

وأقام البطريرك في بلدة قنوبين (شمال لبنان) مقر أسلافه، وكانت النزاعات المستمرة والاضطرابات السياسية بين الطوائف اللبنانية من جهة، وبين الأمراء اللبنانيين والحكام الأتراك من جهة ثانية، تدفعه للاحتماء بالكهوف المجاورة لقنوبين.

خلال حياته زار مدناً عدّة لتأسيس المدارس وتعزيز مكانة التعليم، وكان ذلك هدفه الرئيسي، إلى جانب حفظ التقاليد المارونية. فتنقل بين قبرص، وحلب، ومناطق كسروان والشوف في لبنان.

محطات بارزة من حياته

2 آب/ أغسطس 1630

الولادة في إهدن

1641

في سن الحادية عشرة، أُرسل الدويهي إلى روما للالتحاق بالكلية المارونية، حيث درس لمدة أربع عشرة سنة.

1656

سيامته كاهناً

1668

تعيين الدويهي أسقفاً لقبرص، حيث عمل على تنظيم الأبرشية، وزار العائلات المارونية في الجزيرة.

1670

انتخاب الدويهي بطريركاً للكنيسة المارونية في قنوبين.

1704

وفاته في وادي قاديشا الذي يعرف بوادي القديسين في لبنان.